فصل: (باب ماجاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله ميم)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الميم والعين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏معق‏)‏

الميم والعين والقاف ليس بأصلٍ وإنما هو من باب القلب‏.‏ وأرضٌ مَعِيقة كعميقة‏.‏ والأماعق‏:‏ أطراف المَفَازة‏.‏ ويقال‏:‏ المَعْق‏:‏ الأرض لا نَبَاتَ بها‏.‏ وتمعَّقَ الرجُل‏:‏ ساء خُلُقه‏.‏

‏(‏معك‏)‏

الميم والعين والكاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَلْك الشيء ولَيِّه‏.‏ ومَعَكْتُ الأديم مَعْكاً‏.‏ ثم يسمّون المِطَالَ واللَّيَّ مَعْكاً، والرّجُلَ المَطول مَعِكاً‏.‏ قال زهير‏:‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ لا *** تَمعَكْ بعرضك إنَّ الغادِرَ المَعِكُ

قال الخليل‏:‏ رجل مَعْكٌ‏:‏ شديد الخُصومة‏.‏ وقولهم‏:‏ وقَعَ في معكوكاء شيء، يجوز أن يكون الإبدال والأصل بعكوكاء‏.‏

‏(‏معل‏)‏

الميم والعين واللام أصلٌ صحيح فيه كلماتٌ تدلُّ على اختلاسِ شيء وسرعةٍ فيه‏.‏ ومَعَل الشَّيءَ‏:‏ اختلَسَه‏.‏ ثمَّ يقولون‏:‏ مَعَل خُصْيَتَيْ الفَحل‏:‏ استلَّهما‏.‏ ومَعَل‏:‏ سار سيراً سريعاً‏.‏

‏(‏معن‏)‏

الميم والعين والنون أصلٌ يدلُّ على سهولةٍ في جريان أو جري أو غير ذلك‏.‏ ومَعَن الماءُ‏:‏ جَرَى‏.‏ وماءٌ معينٌ‏.‏ ومجارِي الماء في الوادي مُعْنانٌ، كذا قال أبو بكر‏.‏ والمَعْنة‏:‏ ماءٌ قليل يجري‏.‏ ومن الباب أمعَنَ الفرسُ في عَدْوِه‏.‏ وأمْعَنَ بحقِّي‏:‏ ذهَبَ به‏.‏ ورجل مَعْنٌ في حاجته‏:‏ سَهْل‏.‏ وأمعنت الأرضُ‏:‏ رَوِيَتْ‏.‏ وكلأ مَمْعونٌ‏:‏ جَرَى فيه الماء‏.‏ وقول النَّمْر‏:‏

ولا ضيّعْتُه فأُلاَمَ فيه *** فإنَّ ضَيَاعَ مالِكَ غيرُ مَعْنِ

معناه غير سهل‏.‏ ويقولون‏:‏ ‏"‏ماله سَعْنَةٌ ولا مَعْنَةٌ‏"‏ وهو من الإتباع، ويجوز أن يكون من الباب، أي ماله كثيرٌ ولا قليل يسهل خَطَره‏.‏ وقولهم للمنزل مَعَانٌ، وزنه فعَال، وجمعه مُعُنٌ‏.‏ ومَعَن الوادي‏:‏ كثُر فيه الماء المَعين‏.‏

‏(‏معو‏)‏

الميم والعين والحرف المعتل ثلاثُ كلماتٍ ليس قياسها واحداً‏.‏

الأولى‏:‏ المَعْوُ‏:‏ الرُّطَب قد أرطب جَميعُه‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ هو إذا دخله بعضُ اليُبْس*‏.‏ وأمْعَى النَّخْل‏:‏ صار كذلك‏.‏

والثانية‏:‏ مِعَى البطن، والجمع أمعاء‏.‏

والثالثة المِعَى‏:‏ المِذْنَب من مَذَانب الأرض‏.‏

‏(‏معت‏)‏

الميم والعين والتاء‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ المَعْت‏:‏ الدَّلْك ومَعتُّ الأديمَ‏:‏ دلكتُه‏.‏ وهو عند الخليل مُهمَل‏.‏

‏(‏معج‏)‏

الميم والعين والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على تقلُّبٍ وسُرعة في شيء‏.‏ ومعج الحِمارُ مَعْجاً‏:‏ تقلَّب في جريه‏.‏ ويقولون قياساً على هذا‏:‏ مَعَجَ الفَصِيلُ ضَرعَ أمِّه‏:‏ ضربه برأسه عند الرَّضاع‏.‏

‏(‏معد‏)‏

الميم والعين والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على غِلَظ في الشَّيء‏.‏ قال ابن دريد المَعْد‏:‏ الغِلَظ‏.‏ قال‏:‏ ومنه المَعِدَة‏.‏ وتمَعْدَدَ الصّبِيُّ‏:‏ غَلُظَ‏.‏

ويكون في هذا الباب المَعْدُ دَالاًّ على جَذْب الشَّيءِ وانجذاب‏.‏ ومَعَدت الشَّيء‏:‏ جذبتُه‏.‏ قال‏:‏

* هل يُرْوِيَنْ ذَوْدَك نَزعٌ مَعْدُ *

ومما شذَّ عن الباب المَعْد، يقولون‏:‏ الغَضُّ من التَّمْر‏.‏

‏(‏معر‏)‏

الميم والعين والراء أصلٌ يدلُّ على مَلاسة وحَصٍّ وانجراد‏.‏

فالأمْعَر والمَعِر‏:‏ الأمْعَط الذي لا شَعَْر عليه‏.‏ ومنه أمْعَرَ الرّجلُ‏:‏ افتَقَر، كأنه تجرَّدَ من ماله‏.‏ ‏[‏و‏]‏ مَعَرَ الظُّفْر‏:‏ نصل وتمعَّر لَونُه عند غَضَبِه، وذلك أن يتطايَرَ الدّمُ عنه وتَعلُوه صُفرة‏.‏ قال الخليل‏:‏ وهو أمْعَر الشَّعر، وبه مُعْرَةٌ، وهو لونٌ يَضرِب إلى الحُمرة والصُّفرة، وهو أقْبحُ الألوان‏.‏ وأمْعَرَتِ الأرض‏:‏ لم يكنْ فيها نَبات‏.‏

‏(‏معز‏)‏

الميم والعين والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدَّةٍ في الشَّيء وصلابَة‏.‏ منه الأمْعَز والمَعْزاء‏:‏ الحَزْن الغَلِيظ من الأماكن‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ رجلٌ مَاعِزٌ‏:‏ شَديد عَصْبِ الخَلْق ومنه المَعْز المعروف، والمَعِيز‏:‏ جماعة كضَئِين، وذلك لشدّةٍ وصَلابةٍ فيها لا تكون في الضَّأْن‏.‏ ويقال لجماعةِ الأوعال والثَّياتِل مُعُوزٌ‏.‏

قال أبو بكر‏:‏ استمْعَزَ الرّجُل في أمرِه‏:‏ جَدَّ‏.‏

‏(‏معس‏)‏

الميم والعين والسين أصَيْلٌ يدلُّ على دَلْك شيءٍ‏.‏ ومَعَسْتُ الأديم في دِباغِهِ أمْعَسُه‏:‏ أدَرْتُه فيه ودلَكتُه‏.‏ وربَّما قالوا‏:‏ مَعَسَ، إذا طَعَنَ ومنه رجلٌ مَعَّاسٌ في الحرب‏:‏ مِقدام‏.‏

‏(‏معص‏)‏

الميم والعين والصاد ليس بشيءٍ، إلاّ أنَّ ناساً ذكروا مَعَصَ الرّجُل‏:‏ حَجَل في مِشْيته‏.‏ وقال ابنُ دُريد‏:‏ المَعَص‏:‏ وجعٌ يصيب الإنسان في عَصَبِه من كَثْرة المَشْي‏.‏

‏(‏معض‏)‏

الميم والعين والضاد كلمةٌ‏.‏ مَعِضَ من الأمر‏:‏ شَقَّ عليه وأوجَعه‏.‏

‏(‏معط‏)‏

الميم والعين والطاء أصلٌ يدلُّ على تجرُّدِ الشَّيء وتجريده ومَعِطَ تمرَّطَ شَعره‏.‏ ومَعَطْت السَّيفَ من قِرابِهِ‏:‏ جَرَّدتُه‏.‏ ويكون من الباب مَعَطَ في القَوس‏:‏ نَزَع‏.‏

‏(‏باب الميم والغين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مغث‏)‏ الميم والغين والثاء أصلٌ صحيح يدلُّ على مَرْسِ شيء ومَرثهِ‏.‏ يقولون‏:‏ مَغَثْت الدَّواء في الماء‏:‏ مَرَثْته‏.‏ ومَغَثَ بنو فلانٍ فلاناً، إذا ضربوه ضرباً ليس بالشَّديد‏.‏ ورجل مَغِثٌ‏:‏ مُصارِعٌ شديد العلاج‏.‏ ومُغِثَتْ أعراضُهم‏:‏ مُضِغت‏.‏ قال‏:‏‏

* مَمغوثةٌ أعراضُهم مُمَرْطَلهْ *‏

وكلأ مَمْغُوث ومَغِيثٌ‏:‏ أصابه المَطرُ وصَرَعه، والميم أصليّة‏.‏‏

‏(‏مغد‏)‏

الميم والغين والدال، يقولون إنّه أصلٌ يدلُّ على نَعْمةٍ في الشَّيء‏.‏ يقولون‏:‏ المَغْد‏:‏ الشَّابُّ الناعم‏.‏ قال‏:‏‏

* وكان قد شَبَّ شَباباً مَغْدا *‏

وأمْغَدَ الرّجُل‏:‏ أطالَ الشَّرابَ إمغاداً، ومَغَدَ الفصيلُ الضّرعَ مغداً‏:‏ تناولَه ليشربَ اللَّبَن‏.‏ واللَّبَنُ أنعَمُ ما يكون من الغِذاء وأليَنُه‏.‏ والمَغْد في غُرَّةِ الخيل كأنَّها وارمة، وذلك أنَّ الشعر يُنتَف ثم يَنبُتُ فيكون ليِّناً ناعماً‏.‏ ويقولون المَغْد‏:‏ الباذَنْجَان‏.‏‏

‏(‏مغر‏)‏

الميم والغين والراء* أصلٌ يدلُّ على حُمرةٍ في شّيء، وأصلٌ آخر يدلُّ على ضَربٍ من السَّير‏.‏‏

فالأوَّل المَغْرَة‏:‏ الطِّين الأحمر‏.‏ والأمْغَر‏:‏ الرّجُل الأحمر الشَّعر والجِلد‏.‏ والأمْغَر في الخيل‏:‏ الأشقر‏.‏ ومنه أمْغَرَت الشَّاةُ، إذا حُلِبَت فخرَجَ مع لبنها دمٌ، فإن كانت تلك عادتَها فهي مِمْغار‏.‏‏

والأخرى روَى ابنُ السِّكِّيت‏:‏ مَغَر في البلاد‏:‏ ذَهَبَ وأسْرع‏:‏ ورأيته يَمْغَرُ به بعيرُه‏.‏‏

ومما شذَّ من البابين قولهم‏:‏ مَغَرَتْ في الأرضِ مَغْرةٌ، وهي مَطْرة صالحة وقولُ عبدِ الملك لجرير‏:‏ ‏"‏مغِّرْنا يا جرير‏"‏، أي أنشِدْنا كَلِمَةَ ابنِ مَغْراء، أحدِ شعراء مضر‏.‏ ومَغْراء‏:‏ تأنيثُ أمْغَر‏.‏‏

‏(‏مغص‏)‏

الميم والغين والصاد كلمتان متباينتانِ جداً‏.‏‏

فالأولى المَغَْصُ‏:‏ تقطيعٌ في المِعَى ووَجَع‏.‏ والأخرى المَغَْص يقال هو الخِيار من الإبل‏.‏ قال‏:‏‏

أنت وهبتَ هَجْمةً جُرْجُورا *** أُدْماً وحُمْراً مَغَصاً خُبورا‏

قال ابنُ دريد‏:‏ إبلٌ أمْغاصٌ وأمْعَاص، وهي خيار الإبل، لا واحد لها ويقال فلان مَغِصٌ، إذا كان ثقيلاً بغيضاً؛ وهو من الأوَّل‏.‏‏

‏(‏مغط‏)‏

الميم والغين والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على امتدادٍ وطُول‏.‏ والمَغْطُ‏:‏ المَدّ‏.‏ ومَغَطْتُه فامتغط‏.‏ والتَّمغُّط في عَدْو الفَرَس‏:‏ أن يَمدَّ ضَبْعَيه‏.‏ وانمَغَطَ النَّهارُ‏:‏ ارتفعَ والمُمَّغِطْ‏:‏ الطَّويل المضطرِب‏.‏ ومَغَطَ الرَّامِي في قوسه‏:‏ نَزَع فيها فأغرقَ النَّزْع‏.‏‏

‏(‏مغل‏)‏

الميم والغين واللام أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ على داءٍ وفساد، والآخَر ضربٌ من النِّتاج‏.‏‏

الأوَّل المَغَل‏:‏ وجعُ البطن، ويكون في الدَّوابِّ عن أكلِِ التُّراب وأمْغَلُوا‏:‏ أصابَ إبلَهم ذلك الدّاء‏.‏‏

ومن الباب الإمغال‏:‏ إفسادٌ بين النّاس، والوِشاية؛ وهو المَغْل أيضاً‏.‏ ويقال إنَّه صاحب مَغَالَةٍ، إذا فَعَل ذلك‏.‏‏

والأصل الآخر الإمغال في الغنم وغيرِها، وهو أن تُنْتَج في السَّنة مرّتين‏.‏ يقال‏:‏ عَنْزٌ مَغْلَة من ذلك، وغَنَم مِغال‏.‏ ويقال المُمْغِل من النِّساء‏:‏ التي تَحمل قبلَ فِطام الصَّبي‏.‏ والله أعلم بالصَّواب‏.‏‏

‏(‏باب الميم والقاف وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مقل‏)‏

الميم والقاف واللام ثلاثُ كلماتٍ غيرِ مُنقاسة‏.‏ قالوا‏:‏ مُقْلة العَين‏.‏ وهي ناظِرُها‏.‏ ومَقَلْتُه‏:‏ نظرتُ إليه‏.‏

والكلمة الأُخْرى المَقْلة‏:‏ الحصاة تُلقِيها في الماء تعرِف قَدْرَه‏.‏ قال‏:‏

قَذَفُوا سَيِّدَهُمْ في ورطةٍ *** قذْفَكَ المَقْلةَ وَسْطَ المُعْتَرَكْ

ويقال‏:‏ هي الحصاة التي يُقْسَم عليها الماءُ في المَفَاوز‏.‏ ومَقَلهُ في الماء‏:‏ غَوَّصَه فيه‏.‏ وتماقَلا‏:‏ تغَاوَصا‏.‏

والكلمة الأخرى المُقْل‏:‏ حَمْل الدَّوْم‏.‏

‏(‏مقه‏)‏

الميم والقاف والهاء كلمةٌ تدل على لَون‏.‏ يقولون‏:‏ المَقَهُ‏:‏ بياضٌ في زرقة‏.‏ وامرأة مَقهاءُ وشرَابٌ أمْقَهُ‏.‏ قال‏:‏

إذا خفَقَت بأمْقَه صَحصحانٍ *** رؤوسُ القَوم والتزَموا الرِّحالا

‏(‏مقو‏)‏

الميم والقاف والحرف المعتلّ‏.‏ يقال فيه‏:‏ امْقُ هذا مَقْوكَ مالَك، أي صُنْه صِيانَتَك مالَك‏.‏ ومَقَوْتُ السَّيف‏:‏ جَلَوْتُه، وكذا المِرْآة‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ جاء بهما يُونس وأبو الخَطَّاب‏.‏

‏(‏مقت‏)‏

الميم والقاف والتاء كلمةٌ واحدةٌ تدل على شَناءةٍ وقُبْح‏.‏

ومَقَته مَقْتاً فهو مَقِيتٌ وممقوت‏.‏ ونِكاح المَقْت كان في الجاهليّة‏:‏ أن يتزوَّج الرَّجُل امرأة أبِيه‏.‏

‏(‏مقد‏)‏

الميم والقاف والدال لا نَعرِف فيه شيئاً، إلاَّ أنَّ المَقدِّيَّ‏:‏ شرابٌ منسوبٌ إلى قريةٍ بالشَّام، يتَّخَذُ من العَسَل‏.‏

‏(‏مقر‏)‏

الميم والقاف والراء كلمةٌ واحدة، هي المَقِر‏:‏ شِبْه الصَّبِر‏.‏ وأمْقَرَ الشَّيءُ‏:‏ أمَرَّ‏.‏ واللَّبنُ الحامضُ مُمْقِر‏.‏ ومن هذا قولهم‏:‏ سَمَكٌ مَمْقُورٌ‏.‏ والمَقْر‏:‏ إنْقاع السَّمَك المالح في الماء‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ أمقرتُ لفلانٍ الشَّرَابَ‏:‏ أمْررتُه له‏.‏

‏(‏مقس‏)‏

الميم والقاف والسين كلمةٌ واحدة‏.‏ يقال مَقِسَتْ نفسُه‏:‏ غثت‏.‏ وتمقَّستْ* أيضاً‏.‏ قال‏:‏

* نَفسِي تَمقَّسُ عن سُمَانَى الأقْبُرِ *

‏(‏مقط‏)‏

الميم والقاف والطاء كلماتٌ لا تَرجِع إلى قياسٍ واحد، بل هي متباينةٌ جِدَّاً‏.‏ فالمِقَاط‏:‏ حبلٌ شديد الإغارة‏.‏ والمَقْط‏:‏ ضَرْبك بالكُرة على الأرض ثم تأخذُها إذا نَزَلتْ‏.‏ قال‏:‏

* بكفّي مَاقِطٍ في صاعِ *

ومَقَطْتُ صاحبي أمْقُطُه، إذا غِظتَه‏.‏ والماقِط‏:‏ الحازِي الذي يتكهّن ويطرُق بالحَصَى‏.‏

‏(‏مقع‏)‏

الميم والقاف والعين كلماتٌ تدلُّ على نوعٍ من الضَّربِ والرَّمْي‏.‏

ومُقِع فلانٌ بالشَّيءِ رُمِيَ به‏.‏ والمَقْع‏:‏ أشدُّ الشُّرب‏.‏ والفصيل يمقَع أمَّه، إذا رضِعها‏.‏ ومن الباب‏:‏ امتُقِع لونُه‏:‏ تغيَّر، كأنَّه ضُرِب بشيءٍ حَتَّى يتغيَّر؛ وكذا انتُقِعَ، وسيأتي‏.‏ والله أعلم‏.‏

‏(‏باب الميم والكاف وما يثلثهما‏)‏

‏(‏مكل‏)‏

الميم والكاف واللام كلمةٌ تدل على اجتماعِ ماء‏.‏ ومَكَلَت البئرُ‏:‏ اجتمعَ ماؤُها في وَسَطها‏.‏ ومجتمع الماء مَُكْلَة‏.‏ وبئر مَكُول، والجمع مُكُل‏.‏

‏(‏مكن‏)‏

الميم والكاف والنون كلمةٌ واحدة‏.‏ المَكْن‏:‏ بَيض الضَّبّ‏.‏ وضَبٌّ مَكُونٌ‏.‏ ‏[‏قال‏]‏‏:‏

ومَكْنُ الضِّباب طَعامُ العُرَيبِ *** ولا تَشتهيهِ نفوسُ العَجَمْ

والمكُنات‏:‏ أوكار الطّير، ويقال مَكِنات‏.‏

‏(‏مكا‏)‏

الميم والكاف والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على معان ثلاثة‏:‏ أحدها شيءٌ من الأصوات، والآخَر خشونة في الشيء، والآخِر ضربٌ من العَسَل‏.‏

فالأوَّل مكا يمكو‏:‏ صَفَر في يَدِهِ وقد جَمَعها، مُكَاءً‏.‏ قال عنترة‏:‏

* تمكُو فَريصتُه كشِدق الأعلم *

يصف طعنةً ‏[‏تسمع‏]‏ لها صوتاً حين تنفرِج وتنضمّ‏.‏ والمُكَّاء‏:‏ طائرٌ، سمِّي لأنه يمكو‏.‏ قال‏:‏

إذا غَرَّدَ المُكَّاءُ في غيرِ روضةٍ *** فوَيلٌ لأهل الشَّاءِ والحُمُراتِ

ويقولون‏:‏ مَكَتِ اسْتُه تمكُو، إذا حَبَق‏.‏ وأمَّا المَكَا والمَكْو فمجثِمُ الأرنب‏.‏ قال الطرِمّاح‏:‏

* كم بِهِ من مَكْوِ وحشِيَّةٍ *

والأخرى قولهم‏:‏ مَكِيَتْ يدُه تَمْكَى مَكَىً‏:‏ غلُظت وخَشُنت‏.‏

والثالثة تمكَّى، إذا توضّأ‏.‏ قال‏:‏

* كالمتَمكِّي بدمِ القتيل *

وأصله قولهم تمكّى الفَرَس‏:‏ حكَّ عينَه بركبَتِه‏.‏

‏(‏مكث‏)‏

الميم والكاف والثاء كلمةٌ تدلُّ على توقف وانتظار‏.‏ ومَكَثَ مَكْثاً ومُكْثاً ورجل مَكِيث‏:‏ رزينٌ غير عجول‏.‏ ومَكَثَ ومَكُثَ والتمكُّث‏:‏ الانتظار‏.‏

‏(‏مكد‏)‏

الميم والكاف والدال كلمةٌ تدلُّ على ثباتٍ‏.‏ ومَكَدَ بالمكان‏:‏ أقام‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ وهو من قولهم‏:‏ ناقَةٌ مَكُودٌ، إذا ثَبَت غُزْرُها‏.‏ ويقال إنَّ البئر الماكدة‏:‏ التي ثبت ماؤُها على قَرْنٍ واحد لا يتغيَّر‏.‏ والقَرْن‏.‏ قرْن القامة‏.‏

‏(‏مكر‏)‏

الميم والكاف والراء كلمتانِ متباينتان‏:‏ إحداهما المَكْر‏:‏ الاحتيال والخِداع‏.‏ ومَكَرَ به يمكُر‏.‏ والأخرى المَكْر‏:‏ خَدَالة السَّاق‏.‏ وامرأةٌ ممكورة السَّاقَين‏.‏

‏(‏مكس‏)‏

الميم والكاف والسين كلمةٌ تدلُّ على جَبْيِ مالٍ وانتقاصٍ من الشيء‏.‏ ومَكَس، إذا جَبَى‏.‏ والمَكْسُ‏:‏ الجِباية قال زُهير‏:‏

وفي كلِّ أسواقِ العراقِ إتاوةٌ *** وفي كلَّ ما باعَ امرؤٌ مَكْسُ دِرهم

والله أعلم بالصواب‏.‏

‏(‏باب الميم واللام وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ملي‏)‏

الميم واللام والحرف المعتل‏.‏ كلمة واحدةٌ هي الزَّمن الطّويل‏.‏ وأقامَ ملِيَّاً، أي دهراً طويلاً‏.‏ وتَملَّيْتُ الشّيءَ، إذا أقامَ معك زماناً طويلاً‏.‏ والمَلَوانِ‏:‏ طرَفا اللَّيل والنهار‏.‏ والمُِلاوة‏:‏ الحِِين‏.‏

وإذا هُمِز دلَّ على المساواة والكمال في الشَّيء‏.‏ ومَلأْتُ الشّيءَ أملَؤُه مَلْئاً‏.‏ والمِلء‏:‏ الاسم للمِقدار الذي يُملأ؛ وسمِّي لأنَّه مساوٍ لوِعائه في قَدْره‏.‏ ويقال‏:‏ أعطِنِي مِلأَه ومِلأيْهِ وثلاثة أمْلائِه‏.‏ ومنه أمْلأَ النَّزْعَ في القَوس، إذا بالَغَ‏.‏ ومنه* المَلأ‏:‏ الأشْراف من الناس، لأنَّهم مُلِئُوا كرماً‏.‏ فأمّا قولُ الشَّاعر‏:‏

تنادَوْا يالَ بُهْثَةَ إذ لَقُونا *** فقُلْنا أحسني مَلأً جُهَينا

فقال قوم‏:‏ أراد به الخُلُق‏.‏ وجاء في الحديث‏:‏ ‏"‏أحْسِنُوا أملاءكم‏"‏ والمعنى فيه أنَّ حسن الخُلُق من سجايا المَلأ، وهم الشِّراف الكِرام‏.‏

‏(‏مله‏)‏

الميم واللام والهاء‏.‏ يقولون‏:‏ هو مُمْتَلَه العقلِ‏:‏ ذاهبُه‏.‏

‏(‏ملث‏)‏

الميم واللام والثاء كلمة‏.‏ يقال أتيتُه مَلَثَ الظَّلامِ، كما يقال مَلَسَ الظلامِ، وهو اختلاطُه‏.‏

‏(‏ملج‏)‏

الميم واللام والجيم كلمة‏.‏ يقال‏:‏ مَلَجَ الصبيُّ‏:‏ تناولَ الثَّدي لِلرَّضاع بأدنى فمه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏لا تُحرِّم الإملاجةُ والإملاجَتان‏"‏ وهي أن تُمِصَّه لبَنَها مرَّةً أو مرّتين‏.‏

‏(‏ملح‏)‏

الميم واللام والحاء أصلٌ صحيح له فروع تتقاربُ في المعنى وإن كان في ظاهرها بعضُ التَّفاوت‏.‏

فالأصل البَياض، منه المِلح المعروف، وسمِّي لبياضه‏.‏ قال‏:‏

أحْفِزُها عنِّي بذي رونقٍ *** أبْيضَ مِثلِ المِلح قَطَّاعِ

ويقال ماء مِلحٌ، وقد قالوا مالح، ذكره ابنُ الأعرابيِّ واحتجَّ بقوله‏:‏

صَبَّحنَ قَوّاً والحَمَامُ واقِعُ *** وماءُ قَوٍّ مالحٌ وناقِعُ

وملح الماءُ‏.‏ وسَمكٌ مملوحٌ ومَليح‏.‏ وأملَحْنا‏:‏ أصبنا ماءً مالحاً‏.‏ وأملَحَ الماءُ أيضاً‏.‏ قال نُصَيب‏:‏

وقد عاد عَذبُ الماءِ مِلحاً فزادني *** على مَرضي أن أَملَحَ المشرَبُ العذبُ

ومَلَحْتُ القدر‏:‏ ألقَيْت مِلحَها بقَدَر‏.‏ وأمْلَحتُها‏:‏ أفسَدْتُها بالمِلح‏.‏ ويقال مَلَّحت النّاقةَ تمليحاً، إذا لم تَلقَح فعولِجَتْ داخِلَتُها بشيءٍ مالح‏.‏ ومَلُح الشَّيءُ مَلاحةً ومِلْحاً‏.‏ والمُمَالَحة‏:‏ المُواكلة‏.‏ ثم يستعار المِلْح فيسمَّى الرَّضاع مِلْحاً‏.‏ وقالت هَوَازِنُ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏لو كُنَّا مَلَحْنا للحارث بن أبي شَمِر أو للنُّعمان بن المُنذِر لَحفِظ ذلك فينا‏"‏، أرادو أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مُسترضَعاً فيهم‏.‏

ويستعيرون ذلك للشَّحم يسمُّونه المِلْح‏.‏ يقال املَحْتُ القِدرَ‏:‏ جعلتُ فيها شيئاً من شَحم‏.‏ وعليه فُسِّر قوله‏:‏

لا تلُمْها إنَّها من نِسْوةٍ *** مِلْحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ

هَمُّها السِّمَن والشّحم‏.‏ والمُلْحة في الألوان‏:‏ بياضٌ، وربَّما خالَطَه سوادٌ‏.‏ ويقال كَبشٌ أملَحُ‏.‏ ويقال لبعضِ شُهور الشِّتاء مِلْحان، لبياض ثلجه‏.‏ والمَلْحاء‏:‏ كَتيبةٌ كانت لآل المنذر‏.‏

والمَلاّح‏:‏ صاحبُ السفينة، قياسُه عندنا هذا، لأنَّ ماءَ البَحرِ ملحٌ وقال ناسٌ‏:‏ اشتقاقُهُ من المَلْحِ‏:‏ سُرعة خَفَقان الطَّيرِ بجَناحَيه‏.‏ قال‏:‏

* مَلْحَ الصُّقورِ تحت دجنٍ مُغْيِنِ *

ومما شذَّ عن الباب المُلاَّح من نَبات الحمْض، إلاَّ أن يكون في طَعمِهِ مُلوحة‏.‏ والمَلْحاء‏:‏ ما انحدر عن الكاهل والصُّلب‏.‏ والمَلَح‏:‏ ورمٌ في عُرقوب الفَرَس‏.‏

‏(‏ملخ‏)‏

الميم واللام والخاء أصلٌ صحيح يدلُّ على إخراج شيء من وعائه أو من غيره‏.‏ وامتَلَخَت العُقَاب عينه‏:‏ أخرجَتْها‏.‏ وامتلَخْتُ اللِّجَامَ من رأس الدابَّة‏.‏ والمليخ‏:‏ اللَّحمُ لا طَعمَ له‏.‏ و ‏[‏المَلاَّخ‏:‏ الملاّق‏]‏ لأنَّه يستخرج الإنسان أو ما عنده بملَقِه‏.‏ قال رؤبة‏:‏

* ملاّخُ المَلَقْ *

و ‏[‏منه‏]‏ قول الحسن‏:‏ ‏"‏يَمْلَخُ في الباطل‏"‏‏.‏

‏(‏ملد‏)‏

الميم واللام والدال كلمةٌ تدلُّ على نَعْمةٍ ولِين وملاسةٍ‏.‏ وشاب أمْلَدُ‏:‏ ناعِمٌ‏.‏ والملَد المصدر‏.‏ وامرأةٌ مَلْداءُ‏:‏ معتدلة الخَلْق حَسنة‏.‏ وغصنٌ أُمْلُودٌ‏:‏ ناعم‏.‏ وملَّدتُ الأديم‏:‏ مرَّنتُه‏.‏ والإمليد من الصَّحارى كإمليس‏:‏ الصَّحصَح‏.‏ ‏[‏و‏]‏ منه المَلَدان‏.‏

‏(‏ملذ‏)‏

الميم واللام والذال ذكروا فيه كلمتين أيضاً‏.‏ المَلْذ‏:‏ أن يكون يمُدُّ الفرس ضَبْعَيْه في عَدْوه حتَّى لا يجد مزيداً‏.‏ ومَلَذَه بالرُّمح‏:‏ طعَنَه به‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ المَلْذ‏:‏ السُّرعة في المجيء والذهاب‏.‏ وذئبٌ مَلاَّذٌ‏.‏

‏(‏ملس‏)‏

الميم واللام والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على تجرُّدٍ في شيء، وألاّ يَعْلَقَ به شيء، فهو أملَسُ‏.‏ ويقال للرّجُل الذي لا يَلْصَق به ذمٌّ‏:‏ هو* أملَسُ الجِلد قال‏:‏

* فَمُوتَنْ بها حُرَّاً وجلدُك أمْلَسُ *

وأرضٌ أمالِيسُ‏:‏ لا نباتَ بها‏.‏ ويقال في البيع‏:‏ ‏"‏المَلَسَى لا عُهْدَةَ له‏"‏، أي لا متعلَّق لـه‏.‏ وقد سبق ذكره ومن الباب المَلْس‏:‏ سَلُّ الخُصيةِ بعروقها‏.‏ وكبش مملوسٌ‏.‏ ومنه المَلْس‏:‏ السَّوق الشَّديد، أي إنَّه يمضي حتى لا يمكن أن يُتعلَّقَ به‏.‏ وقولهم‏:‏ أتيتُه مَلَسَ الظَّلام من باب الثاء، وقد فسَّرْناه ورُمَّانٌ إملِيسيٌّ‏.‏

‏(‏ملص‏)‏

الميم واللام والصاد قريبٌ من ملس، وهو يدلُّ على إفلات الشَّيء بسرعة‏.‏ وامَّلَص الشيءُ من يدي‏:‏ أفلَتَ، امِّلاصاً‏.‏ ومَلِصَ الرِّشاءُ من اليد يَمْلَص‏.‏ قال‏:‏

* فرَّ وأعطانِي رِشَاءً مَلِصا *

ومنه أمْلَصَت المرأةُ‏:‏ رمَت بولدها إملاصاً؛ والولد مَلِيص‏.‏ ومنه سيرٌ إمليص‏:‏ سريع‏.‏

‏(‏ملط‏)‏

الميم واللام والطاء أُصيلٌ يدلُّ على تسويةِ شيءٍ وتسطيحه‏.‏ وملَّطت الحائطَ بالمِلاط أُملِّطه تمليطاً‏:‏ طيَّنته وسويْتُه والمِلاطان‏:‏ الجَنْبان، كأنَّهما مُلِطا مَلْطاً‏.‏ وابنا مِلاَطٍ‏:‏ العضدان‏.‏ والأمْلَط‏:‏ الذي لا شَعَْر عليه‏.‏ ويقاس على هذا فيُقال للرّجُل القليل الخيرِ المتمرِّد‏:‏ مِلْطٌ‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ وكلُّ شيءٍ ملّطته فهو مِلاطٌ‏.‏

‏(‏ملع‏)‏

الميم واللام والعين أصلٌ يدلُّ على سرعةٍ وخِفّةٍ‏.‏ ومَلَعت النّاقةُ في سَيرها وناقةٌ مَيْلَع فَيْعَلٌ منه‏.‏ والمَلْع‏:‏ السُّرْعة في المرور والاختطاف‏.‏ ومن الباب المَلِيع‏:‏ الأرضُ لا نباتَ بها‏.‏

‏(‏ملغ‏)‏

الميم واللام والغين كلمةٌ‏.‏ يقولون‏:‏ المِلْغ‏:‏ الأحمق‏.‏ و التملُّغ‏:‏ التحمُّق‏.‏

‏(‏ملق‏)‏

الميم واللام والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ‏[‏تجرُّد‏]‏ في الشيء ولين‏.‏ قال ابن السكِّيت‏:‏ المَلَق من التملُّق، وأصله التَّليين‏.‏ والمَلَقَة‏:‏ الصَّفاة المَلْسَاء‏.‏ ويقال الإملاق‏:‏ إتلافُ المال حَتَّى يُحوِج‏.‏ والقياس واحد، كأنَّه تجرَّدَ عن المال‏.‏ وانْمَلَقَ ساعدُ الرجل‏:‏ انسحَجَ من حَمْل الأحمال‏.‏ قال‏:‏

وحَوقَلٌ ساعدُه قد انْمَلَقْ *** يقول قَطْباً ونِعمَّا إن سَلَق

والمَلَقَة‏:‏ الأرض لا يكاد يَبيِن فيها أثر، والجمع المَلق والمَلَقَات‏.‏ ومَلَقْتُ الثوب‏:‏ غَسَلتُه، لأنَّك تجرِّده عن الوسَخ‏.‏

‏(‏ملك‏)‏

الميم واللام والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على قوّةٍ في الشيء وصحة‏.‏ يقال‏:‏ أملَكَ عجِينَه‏:‏ قوَّى عَجنَه وشَدَّه‏.‏ وملّكتُ الشَّيءَ‏:‏ قوّيتُه قال‏:‏

فملّكَ باللِّيط الذي فوق قِشرها *** كَغِرقئِ بيض كنَّه القيضُ من عَلِ

والأصل هذا‏.‏ ثم قيلَ مَلَكَ الإنسانُ الشَّيء يملِكُه مَلْكاً‏.‏ والاسم الملْك؛ لأنَّ يدَه فيه قويّةٌ صحيحة‏.‏ فالمِلْك‏:‏ ما مُلِك من مالٍ‏.‏ والمملوك‏:‏ العبْد‏.‏ وفلانٌ حَسن المَلَكة، أي حسن الصَّنيع إلى ممالكيه‏.‏ وعبدُ مَمْلكةٍ‏:‏ سُبِيَ ولم يُملَك أبواه‏.‏ وما لفلانٍ مولى مَلاَكةٍ دونَ الله تعالى، أي لم يملكْه إلاّ هو‏.‏ وَكنّا ‏[‏في‏]‏ إملاكِ فلانٍ، أي أملكناه امرأتَه‏.‏ وأملكناه مثل ملّكناه‏.‏ والمَلَك‏:‏ الماء يكون مع المسافر، لأنَّه إذا كان معه مَلَك أمرَه‏.‏

‏(‏ملو‏)‏

الميم واللام والحرف المعتلّ أصل صحيح يدلُّ على امتدادٍ في شيءٍ زمانٍ أو غيره‏.‏ وأملَيت القيدَ للبعير إملاءً، إذا وسَّعته‏.‏ وتملّيت عُمْرِي، إذا استمتَعت به‏.‏ والمَلَوانِ‏:‏ اللّيل والنهار‏.‏ والملاوة‏:‏ ملاوة العيش، أي قد أُمليَ له‏.‏ ومن الباب إملاء الكتاب‏.‏

والله أعلم بالصَّواب‏.‏

‏(‏باب ماجاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله ميم‏)‏

…………………‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏

تم كتاب الميم والله أعلم بالصواب‏

كتاب النون

‏(‏باب النون وما بعدها في المضاعف والمطابق‏)‏

‏(‏نأ‏)‏

النون والهمزة أصلٌ يدلُّ على ضَعف في الشيء‏.‏ فالنَّأنأة‏:‏ الضَّعف‏.‏ ورجلٌ نأناءٌ، إذا كان ضعيفاً‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

لعمركَ ما سعدٌ بِخُلَّة آثمٍ *** ولا نأْنأٍ عِند الحفاظِ ولا حَصِرْ

قال أبو زيد في كتاب الهمز‏:‏ نأنأت رأيي نأنأةً، إذا خلَّطت فيه‏.‏

‏(‏نب‏)‏

النون والباء كلمتان‏.‏ نَبَّ التَّيس نبيباً‏:‏ صوَّتَ عند السِّفاد‏.‏ والأُنبوب‏:‏ ما بين كلِّ عُقدتينِ من رُمحٍ وغيرِه‏.‏

‏(‏نث‏)‏

النون والثاء أصلٌ صحيح يدلُّ على نَشْر شيءٍ وانتشاره‏.‏ ونثُّ الحديثِ‏:‏ إفشاؤُه‏.‏ وجاء فلانٌ يَنِثُّ سِمَناً، كأنّه يتصبَّب سِمَناً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏يجيءُ أحدهم ينِثُّ كما ينِثّ الحَمِيتُ‏"‏‏.‏

‏(‏نج‏)‏

النون والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على تحرُّكٍ واضطرابٍ، وشِبه ذلك‏.‏ فالنَّجْنَجَة‏:‏ الجَوْلة عند الفَزَع‏.‏ يقال نَجْنَجُوا‏.‏ والنَّجنجة‏:‏ ترديد الرأي‏.‏ وتَنَجْنَجوا‏:‏ أصافُوا في الموضع الذي أربَعوا فيه ثم عزَموا على تحضُّر المِياه‏.‏ وتَنَجنَج لحمُه‏:‏ استرخَى‏.‏ ونَجَّت القُرحَة‏:‏ سالت‏.‏

‏(‏نح‏)‏

النون والحاء كلمةٌ يُحكَى بها صوت‏.‏ فالتَّنحنُح معروف‏.‏ ‏[‏و‏]‏ النَّحيح‏:‏ صوت يردِّده الإنسان في جَوفه‏.‏ وحكِيت كلمةٌ ما ندري كيف صِحتها‏.‏ وليس لها قياس‏.‏ يقولون‏:‏ ما أنا بِنَحيح النَّفس عن كذا، أي طيِّب النَّفسِ‏.‏

‏(‏نخ‏)‏

النون والخاء أصلٌ صحيح، غير أنَّه مُخْتَلفٌ في تأويله، وهو النُخَّة في حديث النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏ليس في الجَبْهة ولا في النَُّخّة صدقة‏"‏‏.‏ قالوا النَّخّة‏:‏ الرَّقيق‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏ النخة أن يأخذ المصَدِّق ديناراً بعد فَراغه من الصَّدقةِ لنفسه‏.‏ واللَّفظ لا يقتضي هذا، ولعلَّ لَفظ الذي رواه الفراء‏:‏ ‏"‏ولا نخّة‏"‏ وأنشد‏:‏

عمّي الذي مَنَع الدِّينارَ ضاحيةً *** دينارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهودُ

ويقال النخَّة‏:‏ الحمير، وهي بفتح النون وضمها‏.‏ وقال أبو بكر‏:‏ تَنَخْنَخ البعيرُ‏:‏ بَرك ثم مكَّن لثَفناته في الأرض‏.‏

‏(‏ند‏)‏

النون والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على شُرودٍ وفراق‏.‏ وندَّ البعير نَدَّاً ونُدوداً‏:‏ ذهَبَ على وجهه شارداً‏.‏ ومن الباب النِدُّ والنَّديد‏:‏ الذي ينادُّ في الأمر، أي يأتي برأيٍ غيرِ رأيِ صاحبِه‏.‏ قال‏:‏

لئلاَّ يكونَ السَّندرِيُّ نديدتِي *** وأشْتُمَ أعْماماً عُموماً عَماعِما

والنَّدُّ فيما ذكر ابنُ دريد‏:‏ التَّلُّ المرتفِع في السماء، ويكون هذا قريباً من قياسه‏.‏ والنِّدُّ من الطِّيب ليس عربياً‏.‏

‏(‏نز‏)‏

النون والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خِفَّة وقِلّة‏.‏ من ذلك الظَّلِيمُ النَّزُّ‏:‏ الذي لا يكاد يستقرُّ في مكان‏.‏ والنّزُّ‏:‏ الرَّجُل الخفيف الذكيّ، وكذا النَّاقة النَّزَّة‏.‏ ومنه النَّزُّ، وهو ما تحلَّبَ من الأرض من ماء‏.‏ وأنَزَّت الأرض‏:‏ صارت ذاتَ نَزّ‏.‏ وسمِّيَ نَزَّاً لقِلّته وَخِفَّة أمرِه‏.‏

‏(‏نس‏)‏

النون والسين أصلٌ صحيح له معنيان‏:‏ أحدهما نوعٌ من السَّوْق، والآخر قِلّة في الشيء ويُختصّ به الماء‏.‏

فالأوَّل نَسَّ إبلَه ينُسُّها نَسَّاً‏:‏ ساقها‏.‏

والثاني قولهم‏:‏ نسَّت القطاةُ‏:‏ عَطِشت‏.‏ ويقال لمَكَّة النَّاسَّة، لقلّة الماء بها‏.‏ ونَسَّتِ الخُبْزةُ نَسّاً‏:‏ يبست‏.‏ ونسّت الجُمَّة‏:‏ تشعَّثَت، وذلك لِقلّة الدُّهن فيها‏.‏ ويقال للبَلَل الذي يكون برأس العود إذا أُوقِدَ‏:‏ النَّسِيسة، وبه تشَبَّهُ بقيّةُ النّفْس‏.‏ قال‏:‏ ويقال له النَّسيس‏.‏

‏(‏نش‏)‏

النون والشين ليس بشيء، وإنَّما يُحكَى به صوتٌ‏.‏ منه النَّشِيش‏:‏ صوت الماء وغيرِه إذا غُلِيَ‏.‏ ومنه أرضٌ نَشِيشَة، *إذا كانت مِلحةً لا تُنبت، وأرض نَشَّاشَة‏.‏ ومنه نَشَّ الغديرُ‏:‏ أخَذَ ماؤُه في النُّضوب‏.‏

‏(‏نص‏)‏

النون والصاد أصلٌ صحيح يدلُّ على رَفعٍ وارتفاعٍ وانتهاء في الشّيء‏.‏ منه قولُهم نَصَّ الحديث إلى فلان‏:‏ رفَعَه إليه‏.‏ والنَّصُّ في السَّير أرفَعُه‏.‏ يقال‏:‏ نَصْنَصْتُ ناقتي‏.‏ وسيرٌ نصٌّ ونَصِيص‏.‏ ومِنَصَّة العروس منه أيضاً‏.‏ وبات فلانٌ منتَصَّاً على بعيره، أي مُنْتَصِباً‏.‏ ونصُّ كلِّ شيء‏:‏ مُنتهاه‏.‏ وفي حديث عليٍّ عليه السلام‏:‏ ‏"‏إذا بلَغَ النساء نَصَّ الحِقاق‏"‏، أي إذا بلَغْنَ غايةَ الصِّغَر وصِرنَ في حدِّ البُلوغ‏.‏ والحِقَاقُ‏:‏ مصدر المُحاقَّة، وهي أن يقول بعضُ الأولياء‏:‏ أنا أحقُّ بها، وبعضُهم‏:‏ أنا أحقّ‏.‏ ونصَصْت الرّجُل‏:‏ استقصيتُ مسألتَه عن الشَّيء حتَّى تَستخرِجَ ما عنده‏.‏ وهو القياس، لأنَّك تبتغي بلوغَ النِّهاية‏.‏ ومن هذه الكلمة ‏[‏النَّصنصة‏]‏‏:‏ إثبات البعير رُكبتَيه في الأرض إذا هَمَّ بالنُّهوض‏.‏ والنَّصنصة‏:‏ التَّحريك‏.‏ والنُّصَّة‏.‏ القُصَّة من شَعر الرّأس، وهي على موضعٍ رفيع‏.‏

‏(‏نض‏)‏

النون والضاد أصلانِ صحيحان أحدُهما يدلُّ على تيسيرِ الشَّيء وظُهورِه، والثاني على جنسٍ من الحركة‏.‏

الأوَّل‏:‏ قولُ العرب‏:‏ خذ ما نَضَّ لك من دَينٍ، أي تَيسَّر‏.‏ وفلانٌ يستنضُّ مالَ فلانٍ، أي يأخذه كما تيسَّر‏.‏ والنَّضيض من الماء‏:‏ القَليل‏.‏ فأمّا النَّاضُّ من المال فيقال‏:‏ هو ما له مادَّةٌ وبقاء، ويقال بل هو ما كانَ عَيناً‏.‏ وإلى هذا يذهب الفُقهاءُ في الناضّ‏.‏

‏(‏نط‏)‏

النون والطاء‏.‏ يقولون النّطانِط من الرِّجال‏:‏ الطِّوال، الواحد نَطْنَاط، ونطنطت الشَّيء‏:‏ مددتَه‏.‏

‏(‏نع‏)‏

النون والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على مَيلٍ واضطراب‏.‏ ويقال للشَّيء إذا مالَ واضطرب‏:‏ تنَعنعَ‏.‏ والنُّعنُع‏:‏ الهَنُ المسترخي‏.‏ والنُّعنُعِ‏:‏ الطَّويل من الرِّجال المضطرِب الخَلْق‏.‏ ويقولون‏:‏ تَنَعنَعَ منّا، أي تباعَدَ‏.‏ قال ذو الرُّمة‏:‏

* النازحُ المتنعنِعُ *

‏(‏نغ‏)‏

النون والغين كلمةٌ تدلُّ على بَعض الأعضاء‏.‏ والنَّغانغ‏:‏ لَحَمَاتٌ تكون في الحَلْق عند اللَّهاة، الواحد نُغْنُغ‏.‏ قال جرير‏:‏

غَمزَ ابنُ مُرّةَ يا فرزدقُ كينَها *** غَمْز الطبيبِ نغانغَ المعذورِ

وقد تسمَّى الزَّوائدُ في باطن الأُذنين النَّغانغ‏.‏

‏(‏نف‏)‏

النون والفاء كلمةٌ واحدة، هي النَّفنَف‏:‏ الهواء‏.‏ وكلُّ مهوىً بينَ شيئينِ نَفنف‏.‏ قال الشَّاعر‏:‏

تُعلَّقُ في مثل السَّوارِي سيوفُنا *** وما بينَها والكعِب غَوْطٌ نفانِفُ

‏(‏نق‏)‏

النون والقاف أُصَيلٌ يدلُّ على صوتٍ من الأصوات‏.‏ ونقَّت الضَّفادع‏:‏ صوّتت، وهي النَّقَّاقة‏.‏ وكذلك الدَّجاجة تُنقنِقُ للبيض‏.‏ وقد يقال ذلك للنقاقة والنِّقْنِقُ‏:‏ الظَّليم، لأنه يُنَقنِق‏.‏

ومما شذَّ عن الباب نقنقَتِ العينُ‏:‏ غارت‏.‏

‏(‏نم‏)‏

النون والميم أصلٌ صحيح له معنيان‏:‏ أحدهما إظهار شيءٍ وإبرازُه، والآخر لونٌ من الألوان‏.‏

فالأوَّل ما حكاه الفراء، يقال‏:‏ إبلٌ نمَّة‏:‏ لم يَبْقَ في أجوافها الماء والنَّمَّام منه، لأنَّه لا يُبقي الكلام في جوفِه‏.‏ ورجلٌ نَمَّام‏.‏ ويقولون‏:‏ أسْكَتَ الله نَامَّتَه‏:‏ ما ينمُّ عليه من حركته‏.‏ والنَّميمة‏:‏ الصَّوت والهَمْس، لأنَّهما يَنُِمّان على الإنسان‏.‏ ومنه النَّمَّام‏:‏ رَيحانٌ يدلُّ عليه رائحتُه‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ ما بها نُمِّيٌّ، أي أحد، كأنهما يريدون ذو حركة تدلُّ عليه‏.‏ وقولهم للفلس‏:‏ نُمِّيٌّ ليس عربيَّاً‏.‏

والأصل الآخر النَّمنَمة‏:‏ مُقارَبَة الخطوط‏.‏ والنُِّمنُِم‏:‏ البياض يكون على الأظفار، الواحد نُِمنُِمة‏.‏

‏(‏باب النون والهاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏نهي‏)‏

النون والهاء والياء أصلٌ صحيح يدلُّ على غايةٍ وبلوغ‏.‏ ومنه أنهيت إليه الخَبر‏:‏ * بلَّغته إياه‏.‏ ونِهايةُ كلِّ شيءٍ‏:‏ غايته‏.‏ ومنه نَهَيته عنه، وذلك لأمرٍ يفعله‏.‏ فإذا نَهَيته فانتهى عنك فتلك غايةُ ما كان وآخِره‏.‏ وفلانٌ ناهِيكَ من رجلٍ وَنَهْيُك، كما يقال حسبك، وتأويله أنَّه بِجدِّه وغَنَائه ينهاك عن تطلُّبِ غيره‏.‏ وناقة نَهِيَّةٌ‏:‏ تناهَتْ سِمَناً‏.‏ والنُّهْيَة‏:‏ العقل، لأنَّه ينهَى عن قبيح الفِعل والجمع نهىً‏.‏ وطَلَبَ الحاجة حتَّى نَهِيَ عنها، تركها، ظفِر بها أمْ لا، كأنه نَهَى نفسَه عن طلبِها‏.‏ والنَّهْي والنِّهْي‏:‏ الغدير، لأنَّ الماء ينتهي إليه‏.‏ وتَنهِيَةُ الوادي‏:‏ حيثُ ينتهي إليه السُّيول‏.‏ ويقال إنَّ نِهاءَ النَّهار‏:‏ ارتِفاعُه‏.‏ فإنْ كان هذا صحيحاً فلأنَّ تلك غايةُ ارتفاعِه‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الباب إن صح يقولون النُّهاء‏:‏ القوارير، وليس كذلك عندنا‏.‏ وينشدون‏:‏

تَرُضُّ الحصَى أخفافُهنَّ كأنّما *** يُكسَّر قَيْضٌ بيْنها ونِهاءُ

‏(‏نهأ‏)‏

النون والهاء والهمزة‏.‏ إذا همز ففيه كلمةٌ واحدة، وهي من الإبدال، يقول‏:‏ أنهأْتُ اللَّحم، إذا لم تُنضِجْه‏.‏ وهذا عندنا في الأصل‏:‏ أنيأْته من النِّيِّ، فقلبت الياء هاء‏.‏

‏(‏نهب‏)‏

النون والهاء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على توزُّع شيءٍ في اختلاسٍ لا عن مساواة‏.‏ منه انتهابُ المالِ وغيرهِ‏.‏ والنُّهْبى‏:‏ اسم ما انتُهِب‏.‏ ومنه المُناهَبة‏:‏ أنْ يتبارى الفَرَسانِ في حُضْرِهما‏.‏ يقال‏:‏ ناهب الفَرسُ ‏[‏الفرسَ‏]‏، كأنهما يتناهبان الحُضْر والسَّبَق ويقال نَهَبَ النّاسُ فلاناً بكلامهم‏:‏ تناوَلُوه به‏.‏ والقياسُ واحد‏.‏

‏(‏نهت‏)‏

النون والهاء والتاء كلمةٌ تدلُّ على حكايةِ صوت‏.‏ فالنّهِيتُ‏:‏ دُونَ الزَّئير‏.‏ وأسَدٌّ نَهَّات‏.‏ ونَهت الرجُل‏:‏ زحَرَ‏.‏ وحِمارٌ نهّات‏.‏

‏(‏نهج‏)‏

النون والهاء والجيم أصلانِ متباينان‏:‏

الأوَّل النَّهْج، الطّريق‏.‏ ونَهَج لي الأمْرَ‏:‏ أوضَحَه‏.‏ وهو مُستقيم المِنْهاج‏.‏ والمَنْهج‏:‏ الطَّريق أيضاً، والجمع المناهج‏.‏

والآخر الانقطاع‏.‏ وأتانَا فلانٌ يَنْهَج، إذا أتى مبهوراً منْقَطِع النَّفس‏.‏ وضربت فلاناً حتى أُنْهِج، أي سقط‏.‏

ومن الباب نَهجَ الثّوبُ وأنْهَجَ‏:‏ أخلق ولمّا ينشَقّ‏.‏ وأنهجَه البِلَى‏.‏ قال أبو عُبيدٍ‏:‏ لا يقال نَهج‏.‏

‏(‏نهد‏)‏

النون والهاء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على إشراف شيءٍ وارتفاعِه‏.‏ وفرَسٌ نَهْدٌ‏:‏ مُشرِفٌ جَسِيم‏.‏ ونَهَدَ ثَديُ المرأة‏:‏ أشرَفَ وكَعَب؛ وهي ناهد‏.‏ ويقولون للزُّبدة الضّخمةِ نَهِيدة‏.‏

ومن الباب المناهَدةُ في الحروب، كالمناهَضَة، لأنّ كلاًّ ينْهَد إلى كلّ، قالوا‏:‏ غير أنَّ النهوضَ يكون عَنْ قعود، والنهود كيف كان‏.‏ ورجلٌ نَهْدٌ‏:‏ كريمٌ يَنْهَد إلى معالي الأمور‏.‏ والنّهْداء‏:‏ رملة كريمة تُنبت كِرامَ البَقْل‏.‏ ويقال أنْهَدْتُ الحوضَ‏:‏ ملأَتُه، وهو حوض نَهدان‏.‏ ويقولون - وما أدري كيف صِحّته -‏:‏ إن التّناهُد‏:‏ إخراجُ كلِّ واحدٍ من الرُّفقَاء نفقةً على قدرِ نَفقةِ صاحِبِهِ‏.‏

‏(‏نهر‏)‏

النون والهاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تفتُّح شيءٍ أو فتحِه‏.‏ وأنْهَرْتُ الدَّم‏:‏ فتحتُه وأرسلْته‏.‏ وسمِّي النّهرُ لأنَّه يَنْهَر الأرض أي يشقُّها‏.‏ والمَنْهَرة‏:‏ فضاءٌ يكون بين بُيوت القَوم يُلقُون فيها كُناسَتَهم‏.‏ وجمع النَّهر أنهارٌ ونُهُر‏.‏ واستَنْهَرَ النّهرُ‏:‏ أخَذَ مَجراه‏.‏ وأنْهَر الماءُ‏:‏ جرى‏.‏ ونَهرٌ نَهِر‏:‏ كثير الماء‏.‏ قال أبو ذؤيب‏:‏

أقامَتْ به فأبتنَتْ خَيمةً *** على قَصبٍ وفُراتٍ نَهِرْ

ومنه النَّهار‏:‏ انفِتاح الظُّلمة عن الضِّياء ما بين طُلوعِ الفجر إلى غروب الشَّمس‏.‏ ويقولون‏:‏ إنَّ النّهار يجمع على نُهُر‏.‏ ورجلٌ نَهِر‏:‏ صاحب نهارٍ كأنَّه لا ينبعث ليلاً‏.‏ قال‏:‏

* لستُ بِلَيلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ *

وأمّا قولهم‏:‏ النهار‏:‏ فَرخُ بعضِ الطَّير، فهو مما ‏[‏لا‏]‏ يعرَّج على مِثله، ولا معنَى له‏.‏

‏(‏نهز‏)‏

النون والهاء والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على حركةٍ ونُهوض وتحريكِ الشَّيء‏.‏ فالنَّهْز‏:‏ النُّهوضُ لتناوُلِ الشيء؛ ومنه انتهاز الفُرصة‏.‏ والنُّهْزة‏:‏ كلُّ ما أمكنَكَ انتهازُه* يقال قد أعْرَض فانتهزْ‏.‏ ونَهَزَتِ النَّاقةُ بصَدْرِها‏:‏ نهَضَتْ للسَّير‏.‏ ونَهَزَت الدّابةُ برأسها‏:‏ دَفَعَتْ عن نفسها‏.‏

ومن الباب ناهَزَ الصبيُّ البُلوغَ، إذا داناه، كأنَّه نَهَضَ له وتحرَّكَ‏.‏ ونهَزْتُ ضَرْعَ النّاقة عند حَلْبها لتدُرّ، إذا ضربتَه بيدك‏.‏ ونَهَزْت ماءَ الدَّلو بالماء‏:‏ ضربتُه لتمتلئ الدّلْو‏.‏

‏(‏نهس‏)‏

النون والهاء والسين كلمةٌ تدلُّ على عضٍّ على شيء‏.‏ ونهَسَ اللَّحْمَ‏:‏ قبَضَ عليه ونترَه عِندَ أكلِه إيّاه‏.‏ ومنه نَهَسَته الحية‏.‏

‏(‏نهش‏)‏

النون والهاء والشين أصلٌ صحيح، ومعناه معنى الذي قبله‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ قال الأصمعيّ النَّهس والنَّهش واحد، وهو أخْذُ اللّحمِ بالفَم‏.‏ وخالفه أبو زيد فقال‏:‏ النّهش‏:‏ بمقدَّم الفم‏.‏

‏(‏نهض‏)‏

النون والهاء والضاد أصلٌ يدلُّ على حركةٍ في عُلُو‏.‏ ونَهَض من مكانه‏:‏ قام‏.‏ وما لـه ناهِضَةٌ، أي قومٌ ينهضون في أمره ويقومون به‏.‏ ويقولون‏:‏ ناهضةُ الرّجلِ‏:‏ بنو أبيه الذي يَغضَبون له‏.‏ ونَهَضَ النَّبْتُ‏:‏ استَوَى‏.‏ والنَّاهض‏:‏ الطائر الذي وَفَرَ جناحاهُ وتهيَّأ للنُّهُوضِ والطَّيَران‏.‏ ونِهَاضُ الطُّرُق‏:‏ صُعُدها وعَتَبها، الواحدة نهضة‏.‏ وأنْهُض البَعيرِ‏:‏ ما بين كَتِفِهِ إلى صُلْبه‏.‏

‏(‏نهط‏)‏

النون والهاء والطاء‏.‏ زعم ابنُ دريد النَّهْط الطَّعْن‏.‏ ونَهَطه بالرُّمح‏:‏ طعنَه به‏.‏

‏(‏نهع‏)‏

النون والهاء والعين ليس بشيء‏.‏ على أنهم يقولون‏:‏ نَهَعَ، إذا تَهَوَّعَ من غير قَلْسٍ‏.‏

‏(‏نهق‏)‏

النون والهاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على صوتٍ من الأصوات‏.‏ فالنّهيق والنُّهاق‏:‏ صوت الحمار‏.‏ ونَوَاهِقُه‏:‏ مخارج نُهاقِهِ من حَلْقِه ونَوَاهق الدّابة‏:‏ عروقٌ اكتنفتْ خياشيمَه، الواحدة ناهقة‏.‏

‏(‏نهك‏)‏

النون والهاء والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على إبلاغٍ في عقوبة وأذى‏.‏ ونَهَكَتْهُ الحُمَّى‏:‏ نَقَصَتْ لحمه‏.‏ وأنْهَكهُ السُّلطانُ عقوبةً‏:‏ بالَغَ‏.‏

ومن الباب انتهاكُ الحرمة‏:‏ تنَاوُلُها بما لا يحِلّ‏.‏ والنّهِيك‏:‏ الأسد والشُّجاع، لأنَّهُما يَنْهَكان الأقران‏.‏

‏(‏نهل‏)‏

النون والهاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على ضَرْبٍ من الشُّرْبِ‏.‏ ونَهِلَ‏:‏ شرِبَ في أوّل الوِرد‏.‏ وأنْهلْتُ الدّوابّ‏.‏ والمَنْهل‏:‏ المورِد‏.‏ والنّاهل‏:‏ الريّان‏.‏ وربما قالوا للعطشان ناهل‏.‏ وهذا لعلَّه أن يكون على معنَى الفأل‏.‏ قال‏:‏

* ينهَلُ منه الأسَلُ النّاهلُ *

أي تَروى منه الرِّماح العِطاش‏.‏

‏(‏نهم‏)‏

النون والهاء والميم أصلانِ صحيحان، أحدُهما صوتٌ من الأصوات والآخر ولُوع بشيء‏.‏

فالأوَّل النَّهيم‏:‏ صوت الأسد‏.‏ والنّهيم‏:‏ زَجْرُك الإبل إذا صِحْتَ بها‏.‏ تقول‏:‏ نَهَمْتُها، إذا صِحْتَ بها لتَمضي‏.‏ قال‏:‏

ألاَ انهِمَاها إنَّهَا مَناهيمْ *** وإنما ينْهِمَها القَومُ الهِيمْ

ويقال للحَذْف بالعَصَا والحذف بالحَصَى نَهْمٌ؛ ولا بدَّ من أن يكون لِمَا يُحْذَف به أدنى صوت‏.‏ قال‏:‏

* يَنْهَمْنَ بالدّارِ الحَصَى المنهوما *

فأمّا الآخر فالنَّهْمة‏:‏ بلوغ الهِمّة في الشَّيء‏.‏ وهو منهومٌ بكذا‏:‏ مُولَعٌ به‏.‏ ويقال منه نُهِمَ يُنْهَمُ‏.‏

ومما شذَّ عن البابين النِّهَامِيّ‏:‏ الحَدَّاد‏.‏

‏(‏باب النون والواو وما يثلثهما‏)‏

‏(‏نوي‏)‏

النون والواو والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على معنيين‏:‏ أحدهما مَقْصَدٌ لشيء، والآخر عَجَمُ شيء‏.‏

فالأوَّل النَّوَى‏.‏ قال أهلُ اللغة‏:‏ النَّوَى‏:‏ التَّحَوُّل من دار إلى دار‏.‏ هذا هو الأصل، ثم حمل عليه البابُ كلُّه فقالوا‏:‏ ‏[‏نوَى‏]‏ الأمرَ يَنوِيه، إذا قَصَدَ له‏.‏ وممَّا يصحِّح هذهِ التآويلَ قولُهم‏:‏ نَوَاه الله، كأنَّه قَصَدَه بالحِفْظِ والحِياطة‏.‏ قال‏:‏

يا عَمرُو أحسِنْ نَواكَ اللهُ بالرَّشَدِ *** واقرأْ سلاماً على الذَّلْفاءِ بالثَّمَدِ

* أي قصَدَك بالرَّشَد‏.‏ والنِّيَّة‏:‏ الوجه الذي تَنْوِيه‏.‏ ونَوِيُّكَ‏:‏ صاحبُك نيَّتُه نِيَّتُكَ‏.‏

والأصل الآخر النَّوَى‏:‏ نَوَى التَّمْر‏.‏ وربما عبَّروا به عن بعض الأوزان‏.‏ ويقال إنَّ النَّوَاة زِنَةُ خمسة دَرَاهم‏.‏ وتزَوَّجها على نواةٍ من ذهب، أي وزنِ خمسةِ دراهمَ منه‏.‏

وبالهمز كلمةٌ تدلُّ على النُّهُوض وناءَ ينوءُ نوءاً‏:‏ نَهَضَ‏.‏ قال‏:‏

فقلنا لهم تِلْكُمْ إذاً بَعْدَ كرَّةٍ *** نغادر صَرْعَى نوؤُها متخاذِلُ

أي نهوضها ضعيف والنَّوْءُ من أنواءِ المطَر كأنَّه ينهَض بالمطر‏.‏ وكلُّ ناهض بِثِقْلٍ فقد ناءَ‏.‏ وناءَ البعيرُ بِحِمْلِهِ‏.‏ والمرأة تنوء بها عجيزتُها، وهي تَنوءُ بها‏.‏ فالأولى تُثْقَل بها، والثانية تنهض‏.‏

ومن الباب المناوأة تكون بين القوم يقال‏:‏ ناوَأَه، إذا عاداه‏.‏ وهو قياسُ ما ذكرناه، لأنها المناهَضة، هذا ينوءُ إلى هذا وهو ينوءُ إليه أي يَنْهَض‏.‏

‏(‏نوب‏)‏

النون والواو والباء كلمةٌ واحدة تدلُّ على اعتياد مكان ورجوعٍ إليه‏.‏ وناب يَنُوبُ، وانتاب ينتاب‏.‏ ويقال إنَّ النُّوبَ‏:‏ النَّحل، قالوا‏:‏ وسمِّيَت به لرَعْيها ونَوْبِها إلى مكانها‏.‏ وقد قيل إنَّه جمع نائب‏.‏ وقول أبي ذؤيب‏:‏

أرِقْتُ لذِكرِهِ من غير نَوْبٍ *** كما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ قَشِيبُ

‏(‏نوت‏)‏

النون والواو والتاء ليس عندي أصلاً‏.‏ على أنهم يقولون‏:‏ ناتَ ينُوت ويَنِيتُ، إذا تمايَلَ من ضَعف‏.‏ فإنْ صحَّ هذا فلعلَّ النُوتيَّ وهو المَلاّح، منه‏.‏

‏(‏نوح‏)‏

النون والواو والحاء أصلٌ يدلُّ على مقابَلة الشّيء للشيء‏.‏ منه تناوَحَ الجَبَلان، إذا تقابَلاَ، وتناوحت الرِّيحانِ‏:‏ تقابلتا في المَهبّ‏.‏ وهذه الرِّيح نَيِّحةٌ لتلك، أي مقابِلتُها‏.‏ ومنه النَّوح والمنَاحة، لتقابُلِ النِّساء عند البُكاء‏.‏

‏(‏نوخ‏)‏

النون والواو والخاء كلمةٌ واحدة، وهي أنَخْتُ الجَمَل‏.‏ فأمَّا فِعل المطاوَعة منه فقالوا‏:‏ أنَخْتُه فبَرَك، وقال آخرون‏:‏ استناخ‏.‏ وجاء في الحديث‏:‏ ‏"‏وإن أُنِيخَ على صخرةٍ استناخ‏"‏‏.‏ وقال الأصمعيّ أنختُه فتَنَوَّخ‏.‏

‏(‏نور‏)‏

النون والواو والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على إضاءةٍ واضطراب وقِلّة ثبات‏.‏ منه النور والنار، سمِّيا بذلك من طريقة الإضاءة، ولأنَّ ذلك يكون مضطرِباً سريعَ الحركة‏.‏ وتنوَّرْتُ النّار‏:‏ تبصَّرتُها‏.‏ قال امرؤ القيس‏:‏

تنوَّرتُها من أذرعات وأهلُها *** بيثربَ أدنى دارِها نظرٌ عالِي

ومنه النَّور‏:‏ نَور الشَّجر ونُوّارُهُ‏.‏ وأنارت الشَّجرةُ‏:‏ أخرجَتْ النَّوْر‏.‏ والمَنَارة‏:‏ مَفعلة من الاستنارة، والأصل مَنْوَرة‏.‏ ومنه مَنَار الأرض‏:‏ حُدودها وأعلامها، سمِّيت لبَيَانِها وظُهورها‏.‏

والذي قُلناه في قِلّة الثبات امرأةٌ نَوَارٌ، أي عفيفة تنُورُ، أي تَنفِر من القَبيح، والجمع نُورٌ‏.‏ ونارت‏:‏ نَفَرت نَوْراً‏.‏ قال‏:‏

* أنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَروقُ *

ونُرْت فلاناً‏:‏ نَفَّرته‏.‏ والنَِّوار‏:‏ النِّفار‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل النّؤُور‏:‏ دُخَانُ الفَتيلة يتّخذُهُ كُحلاً وَوشْماً‏.‏ ونَوَّرْت اللِّثة‏:‏ غَرَزْتها بإبرةٍ ثم جعلت في الغَرز الإثمد‏.‏

‏(‏نوس‏)‏

النون والواو والسين أصلٌ يدلُّ على اضطرابٍ وتذبذُب‏.‏ وناسَ الشَّيءُ‏:‏ تذَبْذَب، ينُوس‏.‏ وسمِّي أبو نُوَاسٍ لذُؤَابتينِ له كانَتَا تنوسانِ‏.‏ ويقولون‏:‏ نُسْت الإبلَ‏:‏ سُقْتُها‏.‏

‏(‏نوش‏)‏

النون والواو والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على تناوُل الشيء‏.‏ ونُشْتُه نَوْشَاً‏.‏ وتناوَشْتُ‏:‏ تَنَاوَلْت‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بعِيد‏}‏ ‏[‏سبأ 52‏]‏‏.‏ ورَّبما عَدَّوْه بغير ألفٍ فقالوا‏:‏ نُشْتُه خيراً، إذا أنَلتَه خيراً‏.‏ وقول القائل‏:‏

* باتت تَنُوشُ العَنَق انتياشا *

‏(‏نوص‏)‏

النون والواو والصاد أصلٌ صحيح يدلُّ على تردُّدٍ ومجيءٍ وذهاب*‏.‏ وناص عن قرنه يَنُوص نَوْصاً‏.‏ والمَنَاص المصدر، والمَلْجأ أيضاً‏.‏ قال سبحانه‏:‏ ‏{‏وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ‏}‏ ‏[‏ص 3‏]‏‏.‏ ويقولون‏:‏ النَّوْص‏:‏ الحِمار الوحشيّ لا يزالُ نائصاً‏:‏ رافعاً رأسَه، يتردَّد كالجامح‏.‏ وناوَصَ الجَرَّة‏:‏ مارَسَها‏.‏ ومرَّ تفسيرُه في باب الجيم‏.‏

‏(‏نوض‏)‏

النون والواو والضاد فيه كلماتٌ متباينة‏.‏

الأولى النّوض‏:‏ وُصْلةٌ ما بين العَجُز والمَتْن‏.‏ والثانية قولهم‏:‏ ناض في البِلاد‏:‏ ذهب‏.‏ والثالثة الأنواض‏:‏ الأودية، واحدها نَوْض‏.‏

‏(‏نوط‏)‏

النون والواو والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تعليق شيءٍ بشيء‏.‏ ونُطْتُه به‏:‏ علَّقته به‏.‏ والنَّوْط‏:‏ ما يَتعلَّق به أيضاً، والجمع أنواط‏.‏ وفي المثل‏:‏ ‏"‏عاطٍ بغير أنواط‏"‏ أي إنَّه يعطو يتناول الشَّيء وليس له ما يتعلق به‏.‏ والنِّيَاط‏:‏ عِرقٌ علّق به القلب، والجمع أنْوطة، وهو النائط أيضاً‏.‏ قال‏:‏

* قَطْعَ الطَّبيب نائطَ المصفورِ *

ونِياطُ المَفازةِ‏:‏ بُعدها، سمِّي به لأنَّه كأنّه من بُعدِهِ نِيط أبداً بغيره‏.‏ والأرنَب مقطِّعة النِّياط، لأنَّها تقطع البعيد‏.‏ والتُّنَوِّط‏:‏ طائر؛ وهو قياسُه لأنَّه يَنُوط كالخيوط من الشَّجرة يجعلها وكراً‏.‏ ونِيطَ فُلانٌ‏:‏ أصابته نوْطة، وهي وَرَمٌ في الصَّدر‏.‏ وهو عِندنا من نِياط القَلْب، كأنَّ الوجعَ أصابَ نِياطَه‏.‏ ويقولون‏:‏ نَوْطةٌ من طَلْح، كما يقال عِيصٌ من سِدْر‏.‏ وسمِّيت لتعلُّق بعضِها ببعض‏.‏ وبئر نَيِّطٌ، إذا كانت قَدْرَ قامة‏.‏

‏(‏نوع‏)‏

النون والواو والعين كلمتانِ، إحداهما تدلُّ على طائفةٍ من الشيء مماثلةٍ له، والثانية ضربٌ من الحَركَة‏.‏

الأوَّل النَّوع من الشيء‏:‏ الضَّرْب منه‏.‏ وليس هذا من نَوْعِ ذاك‏.‏

والثاني‏:‏ قولهم‏:‏ ناعَ الغُصن يَنوعُ، إذا تمايَلَ، فهو نائع‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ لذلك يقال جائع نائع، أي مضطرب من شِدَّة جُوعه مُتمايِل‏.‏ ويَدْعُون على الإنسان فيقولون‏:‏ جُوعاً له ونُوعاً له‏.‏

‏(‏نوف‏)‏

النون والواو والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على علوٍّ وارتفاع‏.‏ ونافَ يَنُوف‏:‏ طالَ وارتفع‏.‏ والنَّوْف‏:‏ السَّنام، وجمعه أنواف‏.‏ وممكنٌ أن يكون قولهم‏:‏ مائةٌ ونَيِّف من هذا، وقد ذكرناه في نيف للفْظِه‏.‏

‏(‏نوق‏)‏

النون والواو والقاف أصلٌ يدل على سمّوٍّ وارتفاع‏.‏ وأرْفَعُ موضعٍ في الجبل نِيقٌ، والأصل الواو، وحوّلت ياءً للكسرة التي قبلها‏.‏ وممكنٌ أن يكون النَّاقةُ من هذا القياس، لارتفاع خَلْقِها‏.‏ وناقةٌ ونُوق‏.‏ و‏"‏استَنْوَق الجملُ‏"‏ تشبيهٌ بها، ويضرب مثلاً لمن ذَلَّ بعد عِزّ‏.‏ والنّاقة‏:‏ كواكبُ على هيئة النّاقة‏.‏ وقولهم‏:‏ تنوَّقَ في الأمر، إذا بالَغَ فيه، فعندنا أنَّه منه، وهم يشبِّهون الشيءَ بما يستحسنونه، وكأنَّ تنوَّق مقيسٌ على اسم الناقة، وهي عندهم من أحْسَنِ أموالهم‏.‏ ومن قال تَنَوَّق خطأٌ فقد غَلِط، وقياسه ما ذكرناه‏.‏ والنِّيقة لا تكون إلاَّ من تَنَوّق‏.‏ يقولون مثلاً‏:‏ ‏"‏خَرْقاءُ ذات نِيقَة‏"‏، يُضرَب للجاهل بالشَّيء يدَّعي المعرفة به‏.‏

‏(‏نوك‏)‏

النون والواو والكاف كلمةٌ واحدة، هي النَّوَاكة والنُّوك وهي الحُمْق‏.‏ ورجلٌ أنْوَك ومُسْتنوِكٌ، وهم نَوْكَى‏.‏

‏(‏نول‏)‏

النون والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إعطاءٍ‏.‏ ونَوَّلته‏:‏ أعطيته‏.‏ والنَّوال‏:‏ العَطاء‏.‏ ونُلْتُه نَولاً مثل أنلته‏.‏ وقولك‏:‏ ما نَوْلُكَ أن تفعل كذا؛ فمنه أيضاً، أي ليس ينبغي أن يكون ما تُعطِيناهُ مِنْ نوالِك هذا‏.‏ وقولُ لبيد‏:‏

وقفتُ بهنَّ حتَّى قال صحبي *** جَزِعتَ وليس ذلك بالنَّوالِ

قالوا‏:‏ النّوال‏:‏ الصَّواب، وتلخيصه‏:‏ ليس ذلك بالعطاء الذي ‏[‏إن‏]‏ أعطيتَناه كنتَ فيه مصيباً‏.‏ وكذا قوله‏:‏

فدَعِي الملامةَ ويْبَ غيرِكِ إنَّه *** ليس النّوال بلوم كلِّ كريم

والقياس في كلِّه واحد‏.‏

ومما شذَّ عن الباب المِنْوال‏:‏ الخَشَبة* يلُفُّ عليها النَّاسِج الثَّوب‏.‏

‏(‏نوم‏)‏

النون والواو والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على جُمودٍ وسكونِ حركة‏.‏ منه النَّوم‏.‏ نامَ ينام نَوْماً ومَناما‏.‏ وهو نَؤُومٌ ونُوَمَة‏:‏ كثير النَّوم‏.‏ ورجل نومةٌ‏:‏خاملٌ لا يُؤبَه له‏.‏ ومنه استَنامَ لي فلانٌ، إذا اطمأنَّ إليه وسَكَنَ‏.‏ والمَنَامة‏:‏ القطيفة، لأنَّه ينامُ فيها‏.‏

ويستعيرون منه‏:‏ نامت السُّوق‏:‏ كَسَدت‏.‏ ونامَ الثَّوبُ‏:‏ أخْلَقَ‏.‏

‏(‏نون‏)‏

النون والواو والنون كلمةٌ واحدة‏.‏ والنُّون‏:‏ الحُوت‏.‏ و ‏[‏ذو‏]‏ النُّون‏:‏ سيفٌ لبعض العرب، كأنَّه شُبِّه بالنون‏.‏

‏(‏نوه‏)‏

النون والواو والهاء كلمةٌ تدلُّ على سُموٍّ وارتفاع‏.‏ وناه النَّبات‏:‏ ارتفع‏.‏ وناهَت النّاقةُ‏:‏ رفعَتْ رأسَها وصاحت‏.‏ ومنه نُهْتُ بالشَّيء ونوَّهتُ‏:‏ رفعت ذِكْرَه‏.‏ ويقولون‏:‏ ناهَتْ نَفْسُه‏:‏ قوِيَتْ‏.‏